U3F1ZWV6ZTUzNTYzNDIxMzIzMDU0X0ZyZWUzMzc5MjQzNzg0NTg2OQ==

مفتاح أطفال زهري للكنوز المخفية

 مفتاح أطفال زهري للكنوز المخفية




كانت نادية البالغة من العمر 5 سنوات وشقيقها الصغير في طريقهما إلى المدرسة عندما توقفت سيارة سوداء ذات نوافذ ضبابية. نزل من السيارة رجل ذو بشرة داكنة يرتدي ثوبًا صوفيًا كالذي يرتديه المغاربة في الشتاء.

اقترب الرجل من نادية وأخرج بعض النقود من جيبه وسرعان ما ناولها إياها وهو ينظر في عينيها وكأنه يبحث عن شيء لا يمكن لأحد أن يراه. ثم قال ”الآن يا فتاة، اشتري بعض الحلوى ولا تنسي أن تعطي بعضاً منها لأخيك“.

لم تقل نادية شيئًا وصافحت يد أخيها على الفور وهربت. كانت غاضبة جداً لأن أمها كانت تنصحها دائماً ألا تثق بالغرباء وألا تذهب معهم وألا تأخذ منهم شيئاً.

كان هذا الخبر بمثابة صدمة كبيرة لعائلة نادية. ألقت الشرطة على الفور القبض على الخاطفين وبدأت التحقيق لإعادة الفتاة المفقودة إلى عائلتها. كانت الفرضية الأولية للمحققين حول سبب الاختطاف هي أن الفتاة كانت ”زوفري“ ومن المرجح أن يكون قد اختطفها أشخاص يبحثون عن كنز مدفون.

تأكدت شكوك الشرطة عندما تم العثور على جثة الفتاة مقطوعة الرأس على حافة غابة مجاورة.

رافقت والدة نادية الشرطة للتعرف على الجثة، ولكن ما إن رأتها حتى انهارت وتأكدت من أنها جثة ابنتها. كان المشهد مؤلمًا للغاية، فقد تعرضت الفتاة المسكينة للتعذيب والتشويه لجسدها.

لسوء الحظ، قصة نادية ليست غريبة. ففي كل عام يتم اختطاف العديد من الأطفال الأبرياء وتعذيبهم وقتلهم. والسبب الوحيد في ذلك هو أنهم يتمتعون بصفات جسدية معينة يعتقد السحرة أنها دليل على قدرة الأطفال الخاصة على رؤية الكنز المدفون والعثور عليه، وأنهم لن يتعرضوا للأذى من قبل الجن الذين يحرسون الكنز.

ولعل أبرز الأمثلة على ظاهرة الأطفال ”الزهريين“ هي تلك المشهورة عالميًا من خلال قصة ”علاء الدين والمصباح السحري“.

ولكن ماذا تعني كلمة ”زهري“؟ وما الفرق بين 'زهري' والأطفال الآخرين؟


كلمة ”زهري“ في اللهجة المغربية مشتقة من الكلمة العربية الفصحى ”زهر“ التي تعني ”النرد“ وتعني بوضوح ”الحظ“. هناك فرضية أخرى تتعلق بأصل الكلمة تربطها بكتاب ”زوهار“، وهو أحد أهم الكتب التي تتناول فلسفة ”الكابالا“. ومن المحتمل أيضًا أن تكون الكلمة العربية ”زهرة“ مرتبطة بكوكب الزهرة، الذي يرتبط بالأبراج والحظ والنصيب. على أي حال، في الثقافة الشعبية المغربية، تعني كلمة ”زهري“ في الثقافة الشعبية المغربية الشخص الأكثر حظًا لأن كل شيء في العالم سهل ومفتوح له. وقد اختاره الله من بين الملايين ليحمل مشعل الحظ السعيد في حياته. إلا أن هذه النعمة غالبًا ما تنقلب إلى نقمة، ويبتلى هؤلاء ”المحظوظون“ بالخوف من الموت في كل مكان.

وفقًا للفولكلور، يحمل جسد هذا الشخص العلامات الغريبة التالية

- خط عمودي واضح يقطع اللسان

- شقوق أفقية مسطحة أفقية على راحتي اليد اليمنى أو اليسرى أو كلتيهما.

- عين واحدة ضيقة قليلاً.

- العينان لهما بريق خاص يلاحظه الجميع للوهلة الأولى.

- لون الدم أفتح من المعتاد.

- توجد دوامات على تاج الرأس.

هناك علامات أخرى معروفة للساحر الماهر. بالطبع، ليس بالضرورة أن تمتلك ”زوهري“ كل هذه العلامات، بل بعضها فقط، ولكن كلما زاد عدد هذه العلامات على جسدها، زادت قوتها وبالتالي زادت حظوتها لدى صائدي الكنوز.

ولكن لماذا تمتلك ”زوري“ هذه القوى الخارقة للطبيعة؟

وفقًا للأسطورة، كان ”زولي“ في الأصل ماردًا وعندما وُلد ”زولي“ استبدل والداه المارد بطفل من البشر. على سبيل المثال، يستطيع ”زوري“ أن يستشعر ويعرف ما إذا كان هناك كنز مدفون في مكان معين، والأهم من ذلك أنه يستطيع الوصول إلى هذا الكنز دون أن يصاب بلعنة أو أذى من الجني الذي يحرسه.

وبالتالي، يبحث المشعوذون وصائدو الكنوز عن ”الزهوري“ لإرشادهم ومساعدتهم للوصول إلى الكنز لأنهم لا يستطيعون القيام بذلك بأنفسهم خوفًا من التعرض للعنة أو الأذى من قبل الجن الحارس.

كتضحية لإرضاء الجن واسترضاء غضبهم.

بالطبع، في النهاية الطفل ”الزهري“ ليس أكثر من أسطورة سخيفة. لكن غباء وجشع بعض 'الناس' لا يعرف حدوداً، وفي كل عام يتم اختطاف وقتل العديد من الأطفال من قبل الباحثين عن ثروة سريعة، ولو على حساب حياة الأطفال الأبرياء.

من المؤسف أن الأطفال المختطفين لا يعرفون شيئًا عن عالم الشياطين ولا يمتلكون قوى خارقة للطبيعة.

Comments
No comments
Post a Comment

Post a Comment

NameEmailMessage