شفرة إيلام

 شفرة إيلام



هل سيقودنا الضياع إلى مدينة إيلام العربية المفقودة، مدينة الأعمدة؟

من المشهور أن عبد الله بن قربة الذي كان يبحث عن الإبل، ضل الطريق فوجد مدينة ذات قلعة. وكان حول القلعة قصر كبير ذو أعلام عالية. وعندما اقترب من هناك ظن أن هناك من يسأل عن جمله، ولكن لم يكن هناك أحد في الداخل أو الخارج. فنزل عن الجمل وفكّ سياج الجمل واستل سيفه ودخل من باب القلعة. فرأى قصرًا معلقًا على أعمدة من الزبرجد والياقوت الأصفر والأحمر والأخضر. وهكذا، ضرب الكاتب عمار الصالوري في روايته ”شيفرة إيلام“ الصادرة عام 2022م عن الدار العربية للعلوم ناشرون في روايته ”شيفرة إيلام“. تبدأ القصة في عام 1954 م، عندما يسمع السير رايلي بلان، وهو رجل إنجليزي ثري، أن هناك مدينة عربية ذهبية مفقودة من الذهب في الربع الخالي. لا نهاية لما يملكه من كنوز وذهب. فيقع في حبها ويقرر إرسال بعثة أثرية للبحث عن المدينة.


ومنذ الصفحات الأولى من الرواية نبدأ في التساؤل عما يريده الغرب منا، وتقودنا الأحداث الغامضة إلى التساؤل عن أسرار الغرب وتفتح الباب لتقصي أسباب زيارة الوفود الأثرية الغربية للبلاد العربية.


سافر اثنان من علماء الآثار من إنجلترا إلى عدن في اليمن. وكان شمس وهو عالم آثار عربي في انتظارهما هناك. في ذلك الوقت، لم يكن قد تعافى بعد من الكنز الشرير. الكنز الذي قلب حياته رأساً على عقب. بعد سلسلة من الأحداث المثيرة للاهتمام المحيطة بهذا الكنز. بعد وصولهما إلى عدن، سافر عالما الآثار إلى المكلا في حضرموت، حيث سارا متسلحين بكل ما يحتاجانه لرحلتهما الغامضة نحو أول حدود الأرض الخالية. قبل الانطلاق، قام عوض، الشاب البدوي الشاب الذي سيقودهما في الرحلة، بتدريبهم على المشي البسيط والتعامل مع الإبل. وذلك لضمان قدرتهم على تحمّل الرحلة التي تعدّ ثقيلة عليهم وهم قادمون من الأرض الخصبة التي صاغت شخصياتهم وبنت أجسادهم، إلى أرض صحراوية جافة قاسية، أرض رملية غير مألوفة لهم ولا لمكانهم الأصلي.

بعد الانتهاء من تدريبهم، ينطلقون إلى عالم صحراء الربع الخالي ويسبحون في الصحراء بحثًا عن وجهتهم المقصودة، لكنهم في البداية لا يرون شيئًا حولهم سوى الرمال.


صحراء الربع الخالي في مدونة إيلام هي كيان مستقل


بعد زيارة ضريح حارس الصحراء، وهو الهيكل الوحيد في صحراء الربع الخالي، يكتشفون المكان ويبدأون في البحث في المنطقة عن أدلة تقودهم إلى وجهتهم المنشودة، أو على الأقل تلهمهم لمواصلة سعيهم ورحلتهم.


تبدأ الرحلة عندما يفقد عوض مرشده ويبدأ القدر في لعب لعبة غريبة. يبدو الأمر كما لو أن العالم يدور إلى الوراء. فالربع الخالي ليس في هذا العالم ولا يحكمه زمانه بل قوانينه وأحكامه. إنه لا يخضع لقوانينه وأحكامه. بل على العكس، له عالمه وقوانينه الغريبة الخاصة به.

الربع الخالي كيان مستقل بذاته. له خصائصه الخاصة التي تميزه عن جميع الأراضي التي تحيط به. الربع الخالي كيان مستقل بذاته. ما هو سر الربع الخالي وما الذي يجعله فريداً وغريباً ومختلفاً عن الصحاري الأخرى؟


كما تعلمون، أنا أتحدث عن الخيال، وإذا لم أكن حذراً فقد أفسد الأمور.


لقد اكتشف علماء الآثار واحدًا تلو الآخر أحد أسرار الربع الخالي: جنة غامضة. وفي هذا المكان الغامض ستلتقي بعفاريت الربع الخالي. يتم وصف مخلوقات العفاريت بالتفصيل وإخبارك عن عالمهم الفريد والغريب. وهذا صحيح خاصة بعد وقوع الأبطال في أيديهم. هل العفاريت بحيواناتهم الغريبة وعالمهم الغريب من الزمن الذي عاش فيه شعب أدد؟


والآن لنعد إلى مدينة إيلام العمود التي كانت موضوعاً لكثير من القصص والأساطير وأطلقت عليها أسماء وأوصاف مختلفة مثل إيلام العمود، ومملكة العرب المفقودة، وأطلانطس الرمال، وأبار، ومدينة الألف عمود.


هل هي حقًا في الربع الخالي تحت الرمال، أم أنها في عالم موازٍ آخر، لا يراها إلا نفس الشخصيات الغريبة التي لا روح لها؟

لقد احتار المفكرون والباحثون عبر التاريخ في تحديد موقعها. وقال البعض إنها بين عُمان واليمن، وقال آخرون إنها في الأحقاف في حضرموت. وقال البعض إنها في صحراء عدن. وقال البعض إنها في العراق. وقال البعض إنها في دمشق. وقال البعض إنها في مصر. وقال البعض إنها في موريتانيا.

هل مدينة إيلام موجودة بالفعل؟

إنها مدينة ذات أساطير كثيرة.

لقد قيل الكثير، ولكن لماذا أمر السير رايلي بلان البعثة الأثرية بالبحث في الربع الخالي تحديداً وليس في الأماكن المذكورة أعلاه؟ لقد تم الكشف عن أسرار الربع الخالي هنا، وهي بالفعل صحراء لا مثيل لها. ووفقاً لأحدث الأبحاث، فإن هذه الصحراء هي أكبر صحراء رملية في العالم. وكما يمكنك أن تتخيل، لا بد أن هذه الرمال تخفي شيئاً ما.

دعني أخبرك عن شيء سمعته قبل بضع سنوات. وفقاً لهذه المعلومات فإن هناك حوالي 210 دولة تريد أن تعرف عن مدن الذهب العربية الأسطورية، وتذهب فرق سرية خاصة بتكليف من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل وفرنسا إلى الدول العربية للبحث عن القطع الأثرية القديمة من الحضارات العربية المتعاقبة.

ما الذي تخفيه الرواية تحت الحوارات وخلف الأحداث؟ هل تكشف لنا الرواية عن أسرار هذه البعثات وما الذي يريدونه فعلاً من الآثار الموجودة في البلاد العربية؟


بالنسبة لي، أعلم أن الاكتشافات الأثرية ليست بالأمر الجديد، فبعضها يتم في الخفاء وبعضها يتم في العلن، وهناك منظمات واضحة المعالم مثل وزارة المتاحف والآثار وصناعيين عالميين مثل إيلون ماسك يعملون بها، فلماذا هذا الاهتمام بالآثار العربية وخاصة بالمدن العربية المفقودة؟

لنعد إلى السؤال السابق:


أين هي مدن آرام؟


إذا دخلنا إلى عالم الجن في شفرات عيلام سنكتشفها ونستكشف أسرارها. هنا ينفتح أمامك السر سريعاً وبشكل دراماتيكي، وينقلك إلى عالمه وأزمنته في تجربة تفوق خيالك.

رواية تجعل رواية ”أصفار عيلام“ رواية مختلفة عن روايتي ”الربع الخالي“ و”مدينة العرب المفقودة“، فهي رواية تحمل بين جناحيها الإثارة والتشويق والكثير من الغرائب والأسئلة.

ولكي نكون منصفين، من حقنا أن نتساءل عن حقيقة الرواية وما الذي يستند إليه المؤلف في روايته. هل صحيح، كما قال لي أحد الزملاء، أن الرواية تستند إلى كتب علمية وكتب محرمة ومخطوطات أثرية وخرائط سماوية؟

وماذا عن التعاليم السحرية التي يعلمها الجن لعلماء الآثار؟ ماذا عن حقيقة ذلك؟ هل انغمس المؤلف في العالم السحري وكشف لنا عن مادته النقية الصافية غير المغشوشة لنأخذها ونقرأها دون وعي؟

ماذا عن العفاريت في الفراغ؟ كيف عرف كل شيء عنهم؟ لقد أعجبت بالمادة الزيتية التي تتحدث بإسهاب عنهم وتصفهم وتصف عاداتهم وتقاليدهم.

وماذا عن أسرار المدينة المفقودة، والكتاب الوحيد الذي خصص لهذا الموضوع هو كتاب ”شفرات إيلام“. حتى الكتب العلمية والأسطورية، ناهيك عن الكتب التاريخية والتفسيرية، لا تذكر إلا قصة عبد الله بن كربة.

Comments